• ×

سراج النعيم : الظلم ظلمات يوم القيامة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
من أصعب الأشياء في الدنيا الإحساس أو الشعور بالظلم دون أن تستطيع رفعه عنك حينها يتخالجك إحساس غريب يتمثل في تفكير انك مقيد بقيود قوية لا يمكنك الفكاك منها وربما في ظل ذلك تجد دموعك تتساقط مدراراً ولا تقو على مسحها لأنها تتساقط بشكل لا إرادي كلما فكرت في الظلم الواقع عليك خاصة عندما تفكر في الخروج من عوالمه إلى النور حيث انك تتفاجأ بأن البعض يجرفك نحوه. لذا يعد الظلم من الذنوب التي لا يؤخر الله سبحانه وتعالى عقابها إلى الآخرة ( الظلم ظلمات يوم القيامة) وعن عبدالله بن عمر : ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا). وبما أن الحديث ينصب حول الظلم فإنه أول ما يتبادر إلى ذهن الإنسان أن الظالم الذي أكتب عنه يرتبط بشخص محدد إلا أنه ليس كذلك فالظلم قد يحدث من الأب مع الأبناء ومن رب العمل مع الموظف فلا يوجد شخصاً على هذه البسيطة إلا وله سلطة يستخدمها مع عدد كبير أو صغير من الناس. وأكثر ظلم هو ذلك الواقع على بعض السيدات المتزوجات اللواتي قال عنهن العلماﺀ عندما يتزوج الإنسان زوجتان ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﻜﻦ ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺎً ﻭﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺎً والوقت متشابهاً وحينما لا يتم ذلك تحس الزوجة بالظلم ودائماً ما تختلف ردة الفعل من إنسان الي آخر فالإحساس بالظلم مرهون بالكامل على الشخصية المظلومة ومدى إيمانها بالله سبحانه وتعالى. وعادة الإنسان المظلوم يلجأ إلى بعض الطرائق للتعبير عما يجيش في دواخله من إحساس بالمرارة فهنالك من يلوذ للصمت والتفكير بعيداً عمن يتعاطف معه وهنالك من تتساقط دموعه كلما مر شريط ذكريات الظلم بذاكرته وهي ليست ضعفاً منه ولكن لإحساسه المترف الذي يتفاوت من شخص إلى آخر وبالتالي كل منا له وسائله في التعبيرعن الحزن الذي أطل على حياته بشكل مفاجئ وهكذا يعمل على أن لا يكون سبباً لتعكير أجواء من هم يحيطون به وأفضل الناس الذين يتعرضون للظلم هم من يلجأون إلى الله سبحانه وتعالى فهو المنتقم الجبار الذي لا ينام ولا يغفل لذلك إذا أحس الإنسان بالظلم عليه أن يلجأ إلى الله العلي القدير بالصلاة والدعاء وأن لا يترك الظلم يؤثر فيه ويحوله إلى إنسان سيئ بالتفكير السالب الذي قد يقوده إلى الرغبة في الانتقام بأي صورة من الصور المشروعة وغيرها بامتلاء ﻗﻠﺒﻪ ﺑﺎﻟﻜﺮﻩ ﻭﺍﻟﺤﻘﺪ ليس لمن ظلمه فقط وإنما يمتد إلى آخرين وعليه يكون قد مضى في الإتجاه الخطأ دون أن يفكر بعقلانية وحكمة لتجاوز هذه المرحلة بالانصهار في المجتمع مجدداً إنساناً جديداً وقوياً بإيمانه بالله سبحانه وتعالى أو أن يلجأ إلى العكس فيصبح بذلك إنساناً مليئاً بالكره والحقد والحسد على كل من يعتقد بجهله أنه من الذين ظلموه فيسعي إلى أخذ الثأر منهم بالطرق والأساليب التي يعتقد أنها صحيحة لذلك نسأل الله عز وجل أن يحفظنا من أمثال هؤلاء. ومن أكثر القصص التي وقفت عندها بتأمل قصة الثلاث سمكات العاجزات اللواتي جاءت قصتهن في مؤلف ابن المقفع إذ قال : اتفق صيادان مرا بغدير فأبصرا ما فيه من سمك ففكرا ودبرا على أن يعودا إليه بشباكهما للصيد فسمعت السمكات ما يقولانه الصيادان فارتابت وتخوفت ﻭﻟﻢ ﺗﻌﺮﺝ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﺣﺘﻰ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺪﻳﺮ ﻓﻨﺠﺖ وفي هذه القصة الرمزية عظة وعبرة للناس العقلاء لكي يحتاطوا من كل شئ قبل حدوثه.

بواسطة : admin
 0  0  3190
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 02:56 صباحًا السبت 20 أبريل 2024.